هل هناك زيادة فعلا في رواتب المتقاعدين في العراق 2025

في زمننا الحالي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ووكالات الأخبار منصات للتنافس على زيادة المشاهدات، التعليقات، والإعجابات. ولكن للأسف، نجد الكثير من الأخبار تُجزأ وتُقتطع بطريقة تثير الجدل وتحرف الموضوع عن اصله، بدلاً من تقديم الصورة الكاملة والحقيقة كما هي.
من هنا، أود أن أتناول موضوعاً أثار الكثير من التساؤلات واللغط في الساحة العراقية، يتعلق بالزيادات المخصصة لبعض فئات المتقاعدين. هناك زيادة بقيمة 150 ألف دينار ولكن لم تشمل جميع المتقاعدين. بل تخص فقط متقاعدي الضمان الاجتماعي وليس متقاعدي قانون التقاعد العام.
للأسف، البعض يتداول الأخبار بطريقة سطحية دون مراعاة الشروط الاخلاقية. ونحن نتساءل هل يعقل أن هناك متقاعدا يتقاضى راتبا بقيمة 350 ألف دينار في الوقت الحالي؟ بالتأكيد لا، إلا إذا كان وريثاً. لذلك، أدعوكم إلى التحلي بالحكمة وعدم تصديق كل ما يقال دون التحقق والتاكد من المعلومات.
رسالة إلى المتقاعدين
فحسب المتحدث الرسمي باسم رابطة المتقاعدين العراقيين، اكد ان أي خبر يتعلق بالزيادات او التعديلات القانونية، رابطة امتقاعدين العراقية ستكون اول من يعلن عنها لذلك وجب التحري والتاكد من المصادر التي تزودك بالمعلومات.
لقاء مع المستشار القانوني
في مقابلة حديثة مع السيد صدام نعمة، المستشار القانوني في دائرة التقاعد والضمان الاجتماعي، أوضح ان قانون التقاعد الجديد رقم 18 لسنة 2023. هذا القانون يُعتبر نقلة نوعية، إذ أنصف عمال القطاع الخاص وقدم لهم امتيازات جديدة.
القانون، الذي بدأ تطبيقه في الأول من ديسمبر 2023، جاء ليضع حدا لمعاناة العمال المتقاعدين الذين عانوا طويلا من منح مالية قليلة لا تلبي احتياجاتهم الأساسية. أما الآن، فإن احتساب الرواتب التقاعدية يعتمد على معادلة محددة ترتكز على:
- عدد أشهر الخدمة المضمونة.
- متوسط الأجر الذي كان العامل يتقاضاه أثناء فترة خدمته.
تفاصيل احتساب الراتب التقاعدي
لنوضح الأمر بمثال: إذا كان أحد العمال قد تقاضى أجراً شهرياً مليون دينار خلال فترة خدمته، فسيكون راتبه التقاعدي أعلى بكثير مقارنة بآخر كان يتقاضى 500 ألف دينار. الأمر يعتمد على العلاقة بين عدد سنوات الخدمة والأجر المضمون.
هذا القانون الجديد ليس مجرد خطوة نحو الإنصاف، بل هو رؤية لتعزيز العدالة الاجتماعية وضمان حياة كريمة للعمال المتقاعدين.
في الختام، نؤكد أهمية التحقق من المصادر الموثوقة وعدم الانسياق خلف الأخبار المفبركة.